النسخ:

المنهج

في العام 2009 بدأت في مشروع بحث طويل المدى وتركيب مستمرّ لصور عيد الاستقلال 1934-1975 وهذا العمل يهتمّ بجمع وإعادة نسخ صور أرشيف احتفالات العيد الأوّل للاستقلال لأكثر من اثني عشر بلدا أسيويا وأفريقيّا. الأمر المهمّ في تصوّر هذا العمل هو أنّ هذه الصّور متأتّية أساسا من الأرشيف نفسه لهذه البلدان. ما يهمّني في ذلك هو كيفيّة احتفاظ بلد أسيويّ أو أفريقيّ معيّن للصّور التّأسيسيّة لولادته.

 

يتضمّن عيد الاستقلال 1934-1975 صورا فوتوغرافيّة للأرشيف مستقاة من «أرشيف تين مورتي» في الهند والأرشيف الوطني بتنزانيا وأرشيف محمّد كواسي من الجزائر والمتحف الوطنيّ بسوريا وأرشيف سامي مبيّض من سوريا والأرشيف الوطني بماليزيا ووزارة الإعلام بغانا ووزارة الإعلام بكينيا وجامعة درهام في السّودان ومعهد التّصوير في الموزمبيق والأرشيف الوطني بأندونيسيا والشّركة الوطنيّة للبترول في الكويت وأرشيف كوسمي دوسا في البنين والمكتبة الوطنيّة في الفيليبين وأرشيف أندري زونغرانا من بوركينا فاسو وجامعة رزال مانيلاّ في الفيليبين والأرشيف الرّئاسي بتونس والمكتبة الوطنيّة في الأردن والمكتبة الملكيّة في الأردن ووزارة الاتّصال في السّنغال ومصادر أخرى دون اسم.

 

في 2014-2015 وبتشجيع من مؤسّسة كمال الأزعر أنوي مواصلة أبحاثي في الغابون ومالي والمغرب وجزر المالديف واليمن وكمبوديا.

 

 

توصيف المشروع

يبرز الاحتفال الرّسميّ الأوّل بعيد الاستقلال سلسلة من الطّقوس والخطابات المشفّرة في الفضاءات العامّة وفضاءات النّخبة. كما أنّ أداء اليمين والتّوقيع على الوثائق وموكب الشّخصيّات وأداء التّحيّة في الملعب والخطاب الافتتاحيّ للأمّة كان كلّه بإشراف وتنظيم السّلطة الاستعماريّة المتخلّية. أمّا المعدّات الفوتوغرافيّة فهي متشابهة على نحو غريب رغم التّباعد الجغرافي والزّمنيّ وتبرز نموذجا سياسيّا مستوردا من أوروبّا بصدد الاستنساخ عبر العالم. وتظهر هذه التّركيبة الفوتوغرافيّة في شكل رموز تتأرجح بين كونها شبكة خطوط وكونها حكاية خطّيّة وتجمع بين عادتين فوتوغرافيّتين مختلفتين: التّسلسليّ والمأرشف.

 

كما أنّ كمّا هائلا من البحوث الفنّيّة والأكاديميّة مرتبط بالفترتين الاستعماريّة وما بعد الاستعماريّة ولكنّ هذا المشروع يهدف إلى إبراز عنصر ثالث أهملته الدّراسات وهو تلك الفترة الضّبابيّة بيوم والّتي فيها تتحوّل الأرض إلى دولة مستقلّة.

 

عرض الأرشيف: في شكل شبكة أو في شكل لوحة حكايات

maryam-jafri_cameraaustria2_web.jpg

مريم جعفري، عيد الاستقلال ١٩٣٤-١٩٧٥، ٢٠٠٩-الوقت الراهن، صورة من العرض في «كوميونيتاس»، كاميرا أستريا. جميع الحقوق محفوظة للفنانة.
مريم جعفري، عيد الاستقلال ١٩٣٤-١٩٧٥، ٢٠٠٩-الوقت الراهن، صورة من العرض في «كوميونيتاس»، كاميرا أستريا. جميع الحقوق محفوظة للفنانة.

تمّ عرض عيد الاستقلال 1934-1975 في العديد من السّياقات (في مهرجان تايبي وفي مركز الفنّ ببيروت). أمّا النّسخة الحديثة لهذا العمل فيتضمّن 54 صورة بالأبيض والأسود مصفوفة على شكل شبكة وتتعلّق بأحداث تبرز السّمات العامّة للاحتفالات الّتي تقع في العديد من البلدان الاسيويّة والأفريقيّة. كما أنّ هناك وثائق تبيّن التّعليقات وبلدان المصدر ومنها ما لم يعد له وجود ممّا يعكس الطّابع الهشّ لهذه الطّقوس.

 

في شهر مارس سيعرض هذا العمل بطريقة فرديّة في باريس. الهدف من العرض هو تضمين مواد جديدة بالتّعاون مع مؤسّسة كمال الأزعر وإدخال بعض الصّور أو كلّها في التّركيبة الجديدة.

سيرة الفنان

مريم جعفري فنّانة تعمل في ميدان التصوير الفوتوغرافي والسينمائيّ. لها معرفة واسعة بميدان الفنّ نمّتها أعمالها المتنوّعة وبحثها المتواصل. تتميّز أعمالها الفنّيّة بلغة تصويريّة توازن بين السّينما والمسرح ولديها سلسلة من التّجارب الرّوائيّة تتأرجح بين كتابة الحوار والوثائقيّ وبين الكتابات المجزّأة والكاملة. وهي متحصّله على باكالوريوس في الأدب الإنجليزي والأمريكي من جامعة براون وماجستير من معهد الفنون بجامعة نيويورك، كما أنّها متحصّلة على شهادة من البرنامج المستقلّ لمتحف «ويتني». وتعيش مريم جفري وتعمل في نيويورك وكوبنهاغن.


test