النسخ:

لا إحساس بالهبوط، ولا استفاقات فجائية، رغم أن هذه الأحلام تطبع ذاكرتي، ربما بسبب وضوح أمكنتها أو بسبب شحنتها المؤثرة، أو ربما بسبب تماثلها مع الواقع إلى حد تبدو كصدى حقيقي له.

 

عاجزا عن إثارة أشباح هذه الرؤى، بدأت أستشير مفسري أحلام، وأضع لها خطوطا بيانية وتحليلات منطقية فيما أعيد سرد الحلم إثر كل زيارة. وبحسب المفسر ومسار أسئلته ودرجة انتباهه للتفاصيل، تشكلت الخطوط العريضة للأمكنة ودرجة سرعة هذه الأحلام وانتظمت في خطوط بيانية.

 


سجلت هذه الجلسات ثم أجريت بعض التعديلات عليها وأقمت الجسور بين كلمات المحللين، مهملا أي إشارة للمضامين المحددة لهذه الأحلام. النصوص بدت قابلة للتعليل، رغم أنني لم أستطع تحديد ما الذي تحاول تعليله.

 

وبمساعدة ممثل، ليس باستطاعتي تقليد وجهه لكن صوته كان دائما متريثا، أعدت تسجيل هذه النصوص. مراهنا على إمكان أن أمسك بين يدي، بصورة أوضح، ما عجزت هذه البيانات عن وضعه تحت الضوء. التسجيلات دفعتني إلى نحت وتصنيف هذه المواضيع التي بدت سحيقة وطينية، بدت لي كألواح الطين المكتشفة ما بين النهرين والمكتوبة بالمسمارية ورموز أخرى. الأغراض المصنوعة من السيراميك بدت أيضا كأنها تكتشف للتو كما لو أن مفسرو الاحلام نقبوا عنها من قبل، وكانت تردني إلى وقائع فنية، أشكالا وأوان.

 

الأحلام سيتم تنضيدها بعناية في غرف ذات إضاءة خافتة، تعلق على جدرانها مجموعة تخطيطات، فيما واجهاتها تشبه أكثر ما تشبه أسرة ومكاتب أو قواعد تماثيل، وحيث ثمة صوت حان يهدهدني كي أنام، من خلال وصف الحلم الأمثل الذي سأعيشه ما أن يغلبني النعاس.

 

 

زمن الإنتاج: تحضيرات الإنتاج تبدأ في آب/ أغسطس 2013.

سيرة الفنان

هايغ أيفازيان هو فنان وكاتب وقيم يقيم حاليا في بيروت. عمله يتضمن أعمالا كتابية ونحتية وفيديو وعروض أدائية ورسومات سعيا منه للتحرك بحرية بين الشخصي والجيو سياسي، الماكرو والميكرو في البحث والسرد، والبحث عن منافذ أيديولوجية وطرق مختصرة. أيفازيان هو قيم مساعد لبينالي الشارقة العاشر 2011 وكتاباته نشرت في عدد من الدوريات منها بدون،آدباسترز، فيوز، آمكا، وآراب ستاديز جورنال.


test