النسخ:

هناك طريقتان لقياس الزّمن. الأوّل قياس موضوعيّ محدّد بظواهر دوريّة وغير متغيّرة. وهذا هو الوقت الّذي يظهر على السّاعة. أمّا الثّاني فهو قياس ذاتيّ ويتحدّد وفق نظرة الفرد وعمره وسياق الأحداث وشدّتها. وهذا الزّمن مخزّن داخل الفرد. ما أقترحه هو أن أحوّل السّاعة الّتي صنعت لقياس الزّمن الموضوعيّ إلى ساعة لقيس الزّمن الذّاتيّ.

 

المنهجيّة

للقيام بهذا سيتمّ اختراع ساعة حيث تكون كلّ دقيقة مجدولة حسب مفهوم كلّ فرد لمعنى الدّقيقة. وبهذا يكون كلّ قياس لدقيقة ما مختلفا عن القياس الّذي سبقه.

 

توجد 1440 دقيقة في 24 ساعة. سيطلب من 1440 شخصا أن يبدؤوا بعدّ 60 ثانية وفقا لوعيهم الخاصّ بهذه المدّة. سيعدّ كلّ فرد وفقا لنسقه الخاصّ محدثا بذلك قياسا ذاتيّا للزّمن. في بعض الأحيان تكون مدّة الدّقيقة في الزّمن الذّاتيّ 60 ثانية وفي أحيان أخرى تكون أقلّ أو أكثر.

 

وسيقع تحليل هذه المعطيات الخاصّة بقياس الدّقيقة وجعلها إشارات إلكترونيّة مرتبطة بآلِيّة السّاعة. 

 

وبذلك ستعكس السّاعة مختلف أنواع الوعي الّتي تصبح مجموعة كاملة للقياس الذّاتيّ للزّمن.

 

وللقيام بهذا سيتمّ استخدام ساعة منزليّة تعمل ببطّاريّة وهي نوع من البطّاريّات نصف تناظريّة تحتوي على مغناطيس كهربائيّ يدفع عقارب السّاعات والدّقائق والثّواني. عند برمجة المغناطيس الكهربائيّ يمكن لنا تحديد درجة تواتر دوران العقارب.

جمع البيانات

سيتمّ تسجيل الفترات بين الثّواني من خلال صندوق يحتوي على زرّ يمكن لأيّ مشارك أن يستعمله. وسيقع ربط هذا الصّندوق بحاسوب ينصّب فيه برنامج تسجيل.

 

ستسمح هده الواجهة بـ:

  • إدخال اسم المشارك

  • تسجيل عدد المرّات الّتي ضغط فيها المشارك على الزّرّ

  • احتساب الزّمن من أوّل ضغط على الزّرّ إلى اخره

 

البرمجيّة

تكون البرمجيّة اللاّزمة لجمع المعلومات متطابقة مع حاسوب شخصيّ قابلة للتّحميل على السّاعة الإلكترونيّة. حالما يتمّ تحميل البرمجيّة فإنّ السّاعة ستكون مستقلّة بذاتها وستعمل دون أن ترتبط بالحاسوب أو بمصدر طاقة.

 

سيرة الفنان

ولد فيصل بغريش في العام 1972 بمدينة سكيكدة في الجزائر، وهو حاليّا يعيش ويعمل في باريس. في عام 1991 تحصّل بغريش على ديبلوم في الفنون الجميلة من لافيلا آرسون، في نيس، وإجازة في الفن الدّرامي من صوفيا أنتيبوليس في نيس أيضا. وفي سنة 2001 حاز على شهادة ماجستير في الإبداع المتعدد الوسائط من المدرسة الوطنيّة للفنون الجميلة بباريس. وكان بغريش قد لعب دورا فعّالا في تأسيس إقامة للفنانين في لافيلا دي لافوار في العاصمة الفرنسيّة، كما أنّه عضو مؤسّس لهيكل أمناء المتاحف والمعارض (curators)  يطلق عليه اسم «المفوّضيّة» Le Commissariat.

 

على مدى عقد من الزّمن قام بغريش بعرض أعماله على نطاق واسع في كلّ من فرنسا وخارجها، بما في ذلك «نشوة بروكلين» (Brooklyn Euphoria)في نيويورك، مهرجان داشانزي للفنون في بيكين، «قوة الفنّ» (La force de l'Art 2009) و«الليلة البيضاء» (La Nuit Blanche) في باريس و«ربيع أيلول/سبتمبر» (Le Printemps de Septembre) في تولوز. كما شارك سنة 2011 في معرض البندقيّة الرّابع والخمسين كجزء من الجناح العربيّ في المعرض تحت عنوان «مستقبل وعد» (The Future of a Promise). وقد تمّ عرض أعماله كذلك في بينالي «غوانجو» وفي عدد من مراكز الفنون في العالم، مثل متحف الفنّ المعاصر في مدينة هيوسن، ومركز الفنّ المعاصر في لوس أنجلوس، وجمعيّة الفنون في بيلفيلد في ألمانيا، وفضاء الفنّ «الرّواق» في البحرين، ومتحف الفنّ الحديث في الجزائر العاصمة، وبينالي داكار سنة 2014.


test