يقدم معرض 'هذا الفراغ ذلك هو ردّي' مجموعة من الرسومات وتنصيبة سمعية بصرية تتمحور حول مدرسة ابتدائية تقع بمدينة الكاف في الشمال الغربي للبلاد التونسية. وتتمحور هذه الأعمال الفنية، التي هي أشبه بالأشباح، حول فكرتين رئيسيتين هما 'الزمن' و'الأماكن المهجورة'، مبرزة اللحظة التي حدث فيها تغيير حاسم، اللحظة التي انتهى فيها عصر الوعود والممكن، وحلّ محله عالم خال من البشر، عالم يقوم على مستقبل تكنولوجي غير مادي. في هذه اللحظة يمكننا أن نستشعر عالما خال من الناس. ويلمح عنوان المعرض نفسه، المقتبس من قصيدة للشاعر الفرنسي هنري ميشو، إلى .ذلك الصمت والفراغ العارمين الذين يلفان المعالم الحديثة التي أصابها الخراب. ذلك الخراب الذي يعُتبر بمثابة 'الرد' على الحالة التي غدت فيها
تمثل المدرسة الابتدائية 'الدّير'، التي بنيت حوالي عام 1969 وتم التخلي عنها نهائيا في عام 2017، 'الشخصية المحورية' للمعرض. ويعود تشييدها الى فترة حكم الرئيس بورقيبة، غير أنها، كانت غير مؤهلة حتى يتوصل عملها حتى اليوم
يسلط العمل السمعي البصري 1996: لقد دمرناه بالفعل، الضوء على جانب مهم من المعرض، ألا وهو الزمن. من خلال اللقطات الطويلة المتعمدة للمدرسة، والتي تتداخل مع التسجيلات الصوتية لمحادثات بين الفنان وجيلان من العمال الذين عاشوا في المدرسة وحافظوا عليها، يبرز إحساس بالوقت بين حياة الإنسان وحياة الآخرة