برسونا
يدفعنا التباعد الاجتماعي والحجر الصحي اللذين نعيشهما في هذه الفترة إلى التساؤل مجددا حول الحدّ بين الحقيقي والافتراضي. وعما يحدث لو أضفنا الى هذه المعادلة عنصر الخيال. برسونا ( شخصية باللغة اللاتينية) هي قصة تَجسُّد شخصية تتناقلها وسائل إعلام غير مُجسّدة: قصة شخصية خيالية 'تعيش' وتعشش على صفحات الشبكات الاجتماعية. هي قصة مخلوق هجين. إمرأة خلقت من عدم، من لا شيء، إمرأة تصبح معها الحدود الخفية بين الشخصية الخيالية والشخصية الافتراضية ( أو الأفاتار) والممثلة المسرحية التي تجلس الى حاسوبها، حدودا غائمة غير جلية. لديها اسم و تنشر ذكرياتها وتفشّ غضبها وتكتب تدوينات و تنشر صورًا وتعلق وتضع 'جام' ، وتُقاسم ( تبرتاجي). بل أنها تتطور تفاعلا مع اللقاءات التي تتاح لها على الشبكة! إنها لعبة 'تمثيل الأدوار'، لعبة يشارك فيها الجمهور في سردوقائع القصة.
هل بامكاننا محاكاة الوجود؟ هل بامكاننا اختلاق قصة دون جسد أو غلاف؟ وماذا يتبقى ،بعد اطلاق هذه الشخصية،على الشبكة العنكبوتية، من تاريخها المتشضي والمشعشع والمشفّر؟ هل التقيتها صدفة على الإنترنت؟ هل يمكنك التعرف عليها اليوم من خلال مختلف الصور المجتزأة المجمعة هنا؟ هل أنت مستعد للإنضمام إلى اللعبة؟
زينب الهنشيري
زينب الهنشيري أخصائية في علم النفس ومصورة فوتوغرافية متميزة . شهدت حياتها منعطفًا كبيرًا في عام 2017 ، عندما قررت تحقيق حلمها المتمثل في امتهان المسرح. على إثر التدريب الذي تلقته في مدرسة الممثل التي أحدثها المسرح الوطني التونسي ، انضمت إلى فرقة المسرح الوطني للشبان وشاركت باعتبارها ممثلة في ثلاثة من انتاجاتها وهي : 'كاليقولا' لفاضل الجزيري و'وايزك' لأسامة غنام و'إسم الأب' دراماتورجيا نص وإخراج مروة المناعي. وتشارك زينب الهنشيري حاليًا في عرض مسرحي من إخراج وكتابة مروة المناعي كجزء من برنامج 'آكت ناو' (كن فاعلا على الفور) بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات. بالاعتماد على خبرتها في هذا المجال ومسيرتها الجامعية في مجالات مختلفة ، تعمل زينب الهنشيري حاليا على تطوير ممارسة فنية متعددة التخصصات تغتذي فيها الفنون البصرية والفنون المسرحية من بعضها وتلتقي.
https://zeinebhenchiri.wixsite.com/persona
https://www.facebook.com/zeinebhenchiriphotographe/