النسخ:

هذا العنوان الرومنسي، الطافح بالوعود، أضعه لأشجب دولة الأعمال أكثر مما أحاول إصلاحها أو تقديرها. بوضع هذا العنوان، أكون قد صنعت من العصر الذهبي مرجعا كما حدده فرويد، الذي كتب أن اتخاذ الماضي ملجأ يبدو كما لو أنه طريقة رائعة للهروب من حاضر مر وتجنب التصويب نحو المستقبل.

 

embed_gallery nid="202" gallery="1"]

 

المجتمع الجزائري، في قسم كبير منه، يتخذ من الماضي ملجأ له. غير مكتف من الحاضر، ويعذبه احتمال المستقبل، ويرفض السير قدما. وهذا النكوص مرئي في كافة المجالات. في الفن الجزائري، ثمة نوستالجيا عميقة تحن إلى الحقبة الاستشراقية الكولونيالية في أسوأ مراحلها. الجداريات تكاد تكون أوضح دلالة على هذا الواقع.

 

دائما ما أبدا تساؤلاتي انطلاقا من استقراء عنصر مدني: كيف ولماذا تفرض هذه الجداريات نفسها في المشهد الجزائري؟ ما هي أصول هذا النشاط الفني؟

 

مؤخرا بدأت البحث حول هذه التعابير المتعلقة بنوستالجيا النظر إلى الوراء: من خلال أمثلة نافرة في القصبة الجزائرية وصولا إلى إعادة إنتاج الأعمال الفنية التي قام بها أتيان دينيه (1861-1929)، وصولا إلى الطوابع البريدية وتصاوير محمد كواسي (1929-1996) العائدة إلى مرحلة الاستعمار.

 

في هذا المشروع البحثي، سأقيم علاقة بين هذه الأعمال الفنية والفنانين الجزائريين المعاصرين. ومن خلال الحالة الجزائرية، أعتزم مساءلة هذه النوستالجيا التي تبدو كما لو أنها تجتاح المجتمعات العربية جميعها، التي ما زالت تحن إلى عصور ذهبية أسطورية، عصر ذهبي موبوء ومأخوذ كليا بالخيال الاستعماري.

 

 هذا المشروع ينقسم إلى ثلاثة أقسام: عمل تجهيزي، معرض، ومنشور.

 

زمن الإنتاج: الأبحاث حول هذا الموضوع قد بدأت وسأتابعها حتى كانون الأول / ديسمبر 2014، وأتوقع أن يكون المشروع جاهزا للعرض في بدايات 2015.

سيرة الفنان

ولدت أمينة منيا في العام 1976 في الجزائر العاصمة حيث تعيش وتعمل حاليا. زاولت دراستها في المعهد العالي للفنون الجميلة في الجزائر العاصمة، وعرضت أعمالها لمدة سنوات على الصعيد الدولي. كانت قد تلقت مؤخرا دعم مؤسسة كمال الأزعر، وفي العام الماضي جلبت اهتمام «معرض الفن الأفريقي» المقام في سومرسات هاوس (Somerset House).

 

تقوم أمينة منيا بابتداع أعمال فنية تجمع بين النحت والتنصيب، ووتتساءل الفنانة في أعمالها هذه عن علاقتها بفن العمارة والفضاءات التاريخية، كما أنها ترفض المفاهيم التقليدية التي تحوم حول فضاء العرض. وعادة ما تدعو أعمالها النحتية في الفضاءات العامة إلى التفاعل مع المتفرجين من خلال أشكال تتحدى الفضاء والمجتمع. ويقوم عملها الفني أساسا على التاريخ ما بعد الاستعماريّ لمسقط رأسها الجزائر العاصمة، ويمثل دعوة لفهم وإعادة تقييم التراث وتفكيك مفاهيم الجمال فيه. وتتضمن عروض أمينة منيا ما يلي: متحف الفن الحديث في الجزائر العاصمة (عرض ماما)، المتحف الوطني بقرطاج في تونس، متحف الفن المعاصر (MUSAC) في ليون الإسبانية. وقامت الفنانة مؤخرا بعرض في متحف الفن المعاصر بمرسيليا في فرنسا، وفي الأكاديمية الملكية في دابلين في إيرلندا، وفي متحف التصميم الأفريقي في جوهانزبورغ في أفريقيا الجنوبية. وكانت أيضا قد شاركت في بينالي الشارقة الحادي عشر في الإمارات العربية المتحدة، كما شاركت في بينالي داكار لسنة 2014.


test