قيِّما المعرض: روي سعادة وتمارا عبد الهادي
يسعى هذا المعرض إلى إبراز الكتاب الفوتوغرافي ووضعه في صدارة الاهتمام، لا لكونه مجرد 'كتاب' (شيء مادي ملموس) يمكن تصفحه والاطلاع عليه، بل باعتباره يشكل حركة فنية متكاملة. ذلك أن الكتاب الفوتوغرافي يسعى الى استكشاف الطريقة التي تتيح للصور التي تنشر في شكل كتاب تغيير المعنى، وتقويض السرديات التاريخية واعادة صياغة رؤى جديدة للعالم وللذات.
خلال العقدين الأخيرين، تطوّر الكتاب الفوتوغرافي ليغدوَ فضاءً خصبًا للتجريب—حيث تُعزز سلطة المؤلف وتصاغ الأشكال بوعي ويظل المعنى في حالة تحول دائمة. وتجاوزت ممارسة نشر الكتب الفوتوغرافي مجرد الرغبة في التفاعل مع الجمهور وجذب انتباهه لتفتح مساحات رحبة للتعاون الفني والحوار والتعبير الذاتي المتجذر.
في هذا المعرض يتحول الكتاب الفوتوغرافي الى أكثر من مجرد محمل للصور؛ الى وسيط للتلاقي، حيث يتقاطع فن التصوير الفوتوغرافي مع فن التصميم والنشر لتقديم صيغ بديلة من التعبير.
يقدّم هذا المعرض ثلاثين كتابًا فوتوغرافيًا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بينها اثنا عشر كتابًا موزعة على ثلاث وحدات موضوعية (كبسولات) تُجسّد القضايا المتكررة التي تُشكّل هذه السرديات المعاصرة القائمة على الصورة.
والكتب المختارة متأتية من الجزائر ومصر وإيران والعراق ولبنان والمغرب وفلسطين والسودان وسوريا وتونس وتركيا.
تكمن فرادة الكتاب الفوتوغرافي في قدراته السردية، إذ يمنحنا ما يكفي من السياق للفهم والتأمل والتعلّم حول موضوع ما، وفي الوقت نفسه يشدّ القارئ أو المشاهد إلى إسقاط تصوراته الخاصة وبناء معانٍ بديلة لقراءاته—من خلال استقبال وإعادة تأويل الرموز والإيماءات والقصص.
مرحبًا بكم في عالم كتاب الصورة الفوتوغرافية
الكتب المعروضة هنا جزء من مجموعة Bound Narratives (سرديات مترابطة) التي أسسها روي سعادة، والتي غدت أرشيفًا ما فتئ يتنامي للكتب الفوتوغرافية لفنانين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
برونو بوجلال، وعمر د، وعبدو شنان، ولورا الطنطاوي، وسارة سلام، ومحمد حسن، وهبة خليفة، وأماك محموديان، ومشيد مهاجرين، وهنا دارابي، وتمارا عبد الهادي، وناظم رمزي، وأيلا حبري، ومحمد عبدوني، وجيلبرت حاج، وتانيا طرابلسي، وفؤاد الكوري، وهشام بنوهد، وتانيا حبجوقة، وباسل عباس وروان أبو رحمة، ومعن حماد، وتيسير البطنيجي، وولاء ياسين ومحمد بابكر، وصالح بشير، وعمر مالس، وزيد بن رمضان، وأميمة بن تنفوس، وعلي تابتيك، وسوزان بكتاش، وإمين أوزمن.
قيِّما المعرض: روي سعادة وتمارا عبد الهادي
محاور الوحدات (الكبسولات):
تتناول الكتب المعروضة في هذه الكبسولة قضايا الهوية والمنفى والذاكرة، وتستكشف الفضاء العاطفي المرتبط بالوطن—بوصفه مكانًا ماديًا ومرتكزًا وجدانيًا.
تضيء هذه الكتب على ما يُعرف بلحظات القطيعة (التحولات الجذرية)، من الاضطرابات السياسية إلى الانفصال العاطفي، مرورًا بالأزمات الشخصية والاضطرابات العالمية.
تحاول هذه الكبسولة مساءلة السرديات التاريخية، واستعادة المفقود أو المخفي منها، وطرح التساؤل حول من يملك سلطة التوثيق والتذكر.