موجزة عن المشروع
يوميات خلف الجدار الرابع هو مشروع كتابة يعتمد على تتبع ونقل تفاصيل الحياة اليومية داخل الحجر الصحي الذي يعيشه كل العالم منذ أكثر من شهر. حيث أصبحت البيوت المغلقة هي الفضاء الوحيد للحياة والتواجد دون أية إمكانية للتواصل مع الفضاء العام ومع الآخر إلا للضرورة القصوى
رُفع الجدارُ الرابع بين الفرد ومحيطه الخارجي لتختصر الحياة جميعها في مساحة المنزل وتتلخص العلاقات مع مجموعة لا يمكن تغييرها أو تفاديها إلا إذا إختار أو إظطر أحدهم إلى التقوقع داخل غرفة لا تتجاوز مساحتها بعض الأمتار لينزي أكثر مع نفسه ومخاوفه و تساؤلاته
اليوميات هي نقل و توثيق للحياة اليومية التي تعيشها الكاتبة نفسها داخل أربعة جدران بعيدا عن الآخرين, عن المسرح,عن الجمهور وعن الشخصيات التي تلعبها. ستنطلق عملية الكتابة من الواقع لتأخذ بعدا أدبيا وفنيا إذا إعتبرنا أن "إسدال" الجدار الرابع أمام العالم الخارجي هو رجوع إلى الركح كفضاء مغلق تلتقي فيه الشخصيات لفترة زمنية محددة لتقدم رواية لحياة ممكنة تخاطب من خلالها المتلقي وتدفعه لتصديقها و للتماهي معها. دافعة إياه إلى عالم الخيال والوهم الذي يصبح هو عالم الحقيقة حينها
ستنطلق الكتابات بوضعيات من الحياة اليومية الواقعية - حيث تتقابل الأفراد لتتقاسم تساؤلاتها وحيرتها الشخصية وخوفها أمام وضعية مفزعة في صورها وأرقامها قد تدفع إلى الصمت أحيانا و إلى الثرثرة أحيانا أخرى - لتأخذ مع الكتابة منعرجا فكريا فنيا يطرح حيرة عميقة وتفكرا جديا حول ماهية الوجود البشري في علاقته بذاته كفرد وعلاقته بالآخر عندما يصبح "الآخر هو الجحيم" أو الموت الذي نفر منه, و في علاقتهما الاثنان بالوجود المشترك بينهما الذي أصبح يتلخص في مساحة متر الوقاية فتحتجز المشاعر والأحاسيس وتؤُجل الانفعالات التي كانت في السابق عفوية طبيعية ويفقد الجسد حميميته وتواصله الحسي مع الآخر وينغلق بدوره على نفسه. وضعية عكست لنا هشاشة الإنسان و البُنى الإقتصادية و الإجتماعية والسياسية التي أسسها. لتدفعه ربما إلى لبحث عن موازين علاقات وقوى جديدة في العالم
فلكي تعيش يجب أن تحمي الآخر من الوباء وإلا عاد إليك ليجز بك في متاهة من العدوى والخوف ربما و لكن قد يضمك أيضا إلى سلسلة من التآزر و التضامن الإنساني العميق. وضعية حددت قوانينها على مبدأ المساواة في المرض, فلكي تحيَا وجب أن يحيا الناس جميعا أو فليرحلوا جميعا بالآلاف جميعا أمام أعين العالم داخل بيوت اكتظت بالحيرة واليأس والفقدان و الأمل
مخرجات المشروع
ستتمثل مخرجات المشروع في نصوص مكتوبة تمتد على مدى خمسة عشر يوما بصفة يومية. ويمكن تقديمها مسجلة في شكل بودكاست على وسائل التواصل الافتراضي .كما يمكن تقديمها في شكل قراءات أمام الجمهور عند إستأناف الأنشطة الثقافية والفنية.
السيرة الذاتية مختصرة
بسمة العشي من مواليد 1977 بصفاقس متحصلة على الأستاذية في الدراسات المسرحية من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس و على ماجستير في نظرية الفن من مدرسة الفنون الجميلة بتونس
لها تجارب مختلفة في المجال المسرحي انطلقت سنة 1998 بمشاركتها كممثلة في مسرحيات للأطفال إخراج المختار الوزير ثم واصلت العمل كممثلة في عديد الأعمال المسرحية الأخرى نذكر منها مسرحية "جنون ", " خمسون" , "يحيا يعيش" مع المخرج الفاضل الجعايبي , و مسرحية "حين رأيتك" لصالح الفالح
كما كانت لها تجربة في الكتابة مع مسرحية " القمرة دم " إخراج معز المرابط سنة 2018 حيث شاركت في العمل ككاتبة وممثلة
لها العديد من المشاركات السينمائية مثل " الموعد" لسارة العبيدي و "هيلمان " لوليد الطايع "باب الفلة" لمصلح كريم و" عزيز روحو" لسنية الشامخي
أستاذة مسرح و ناشطة في المجال الثقافي الجمعياتي مع جمعية "الفن الحي" منذ سنة 2011 حيث أشرفت على عديد المشاريع الثقافية بجهة الشمال الغربي التونسي بتونس أهمها مهرجان " نعيشو فن" في بني مطير .