النسخ:

بالاعتماد على عمليّة لتغيير الألوان والتّباين والجودة وعلى صور وقع إنتاجها باستخدام صيغ أفلام مختلفة عملت على تطويرها على مدى الأربع سنوات الفارطة، هذا البحث يتطلّع إلى أن يأخذ هذه العمليّة نحو اتّجاهات جديدة وأن يعمل على فهم أفضل لنتائجها.

 


 

هذه العمليّة الّتي أودّ أن أطلق عليها اسم «تحميض الأفلام» تقوم بالأساس على عرض الفيلم على المواد الكيميائيّة ذات الاستعمال المنزلي والّتي لها درجات حموضة متفاوتة في وقت واحد. ومن خلال عمليّة شائكة تتغيّر فيها درجة الحموضة ثمّ تتحدّد الحصيلة فإنّ النّتائج تتفاوت وفقا لنوعيّة الفيلم وحساسيّته والموادّ الكيميائيّة الّتي عرض عليها ومدّة العرض هذه.

 

ومن النّتائج الاعتياديّة في كلّ نوع من الأفلام الّتي استعملتها هو وجود لون سائد في كلّ اسطوانة. وتتفاوت الألوان حسب تدرّجها وكثافتها وذلك من الأرجوانيّ إلى الأصفر والأخضر والأزرق الفيروزيّ والأزرق والأحمر والبرتقاليّ.

 

أمّا الغاية من القيام بمثل هذا البحث فهي ليست إنتاج مشروع أو عمل فنّيّ ولكنّه جزء من اهتمام متواصل لاكتشاف أدوات جديدة من خلال وسيلة في طور الانقراض يمكن لها أن تولّد عددا هامّا من التّأثيرات. ومن المأمول أن يترتّب عن هذه النّتائج شيء من المعرفة قد تساهم في المشاريع المستقبليّة أين يتمّ استخدام الفيلم بغضّ النّظر عن نوعه سواء كان صورا جامدة أو متحرّكة.

 

وينبني هذا البحث على فهم واستيعاب هذه العمليّة الّتي ساهمت في بلورة اثنين من أعمالي الأخيرة. العمل الأوّل في العام 2012 تحت عنوان «تحليل للفشل والأمل في 240 ثانية» (باستخدام كوكا كولا والخلّ وتدابير أخرى تقي من الغاز المسيّل للدّموع) (160 أشرطة صور ملوّنة و جهازين متزامنين من نوع كوداك لعرض الصور) وفي هذا العمل تمّ عرض الصّور بشكل متداخل عبر التين للعرض بإضافة طبقة أخرى للتّعديل في لون الصّورة الأصليّة. أمّا العمل الثّاني تحت عنوان «استكشاف طيف الألوان في المناظر الطّبيعيّة المستقبليّة ما بعد نهاية العالم» في العام 2013 (80 صورة وجهاز عرض الصّور) فقد استخدمت فيه موادّ كيميائيّة وأنواع من الأفلام الجديدة ولو أنّ الطّريقة شهدت تغيّرا طفيفا نحو اتّجاه أخر. وباستعمال نفس المنهج مع فيلم 16 مم كانت النّتيجة أنّ هناك لونا سائدا في كامل بكرة الفيلم تخلّلته تسريبات ضوئيّة متعمّدة. وقد نتج عن انحلال الموادّ الكيميائيّة أن وجدت بقع وقطرات وأشكال أخرى من الصّور كانت فريدة في كلّ إطار فيلم وولّدت تنشيطا مجرّدا في المشاهد الأصليّة عندما كان الفيلم يتقدّم بشرعة من إطار إلى أخر.

 

هذا البحث الإضافيّ سيبحث عن إمكانيّة التّجريب مع موادّ كيميائيّة وأنواع وأشكال جديدة من الأفلام وذلك بإحداث مطبوعات من الصّور السّالبة والموجبة عبر التّحميض ومشاهدة ردّة فعل الألوان المشعّة مع مختلف أنواع الورق وأصناف الطّباعة. كما يحاول البحث مزيد اكتشاف مختلف التأثيرات البصريّة المرتبطة بتحميض فيلم 16 مم والفيلم ذي الحجم المتوسّط عند التّصوير غير المتحرّك.

سيرة الفنان

Basim Magdy, detail from Chemically Altered Positive, 2014. Courtesy the artist.

ولد باسم مجدي في أسيوط في مصر سنة 1977 وهو يعيش بين «بازل» والقاهرة. تحصّل على باكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة حلوان سنة 2000. باستخدام وسائط متعدّدة يؤسّس باسم مجدي لهياكل روائيّة تحاول اكتشاف الفضاء الموجود بين الحقيقة والخيال وإسهامه في المجال العلميّ وفي التّاريخ والثّقافة الكونيّة ونشر المعرفة.

 

تتضمّن عروضه الفرديّة والجماعيّة «المستقبل المتمرّد» مركز ياربا يوينا سان فرانسيسكو، معرض الشّارقة 2013، جائزة الفنّ للأجيال القادمة في كييف، لقاءات دوليّة في باريس وبرلين ومدريد. وفي العام 2014 سيعرض عمله في مركز رينان للفنّ المعاصر في ألزاس بفرنسا وفي سيول ونيويورك وأثينا والقاهرة.


test